ثورة الدواجن في السعودية 2025: كيف يهدف القطاع المحلي إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي واستدامة الإنتاج

يُعد قطاع الدواجن من أهم القطاعات الزراعية التي تحظى بأولوية في استراتيجية المملكة لتعزيز الأمن الغذائي وتقليل الاعتماد على الاستيراد. في عام 2025، تشهد صناعة الدواجن في السعودية تحولات كبيرة مدفوعة برؤية المملكة 2030، حيث تهدف الحكومة إلى رفع نسبة الإنتاج المحلي لتغطية احتياجات السوق، وتحفيز المربين على التوسع والاستدامة.
الوضع الحالي لقطاع الدواجن في السعودية
في السنوات الأخيرة، بلغ الاعتماد على الدواجن المستوردة نسبة كبيرة من الاستهلاك المحلي، لكن المملكة تسعى بقوة لتغيير هذا الواقع. وفقًا لـ PoultryWorld، تؤمل وزارة البيئة والمياه والزراعة أن يصل الإنتاج المحلي إلى 80٪ من الطلب بحلول عام 2025، وصولًا إلى 100٪ بحلول 2030.
وقد بدأت المملكة اتخاذ خطوات تنظيمية، مثل حظر أو تعليق استيراد بعض منشآت الدواجن التي لا تلتزم بالمعايير الصحية، كما فعلت الهيئة العامة للغذاء والدواء في تعليق 11 منشأة برازيلية تصدّر للدواجن للسعودية.
الدعم الحكومي لتطوير الإنتاج المحلي
1. دعم مالي للإنتاج
تقدم الحكومة السعودية دعمًا مستهدفًا للمزارع الوطنية في قطاع الدواجن، خاصة التي تلتزم بمعايير الجودة والالتزام البيئي، بهدف تخفيض التكلفة التشغيلية وتحفيز النمو المحلي.
2. تنظيم الاستيراد وفق معايير صارمة
تُشترط الموافقات الصحية، التسجيل، شهادة الذبح الحلال، والتزام المنشآت المصدرة للمعايير السعودية لضمان سلامة المنتجات المستوردة.
على سبيل المثال، تصدر الهيئة العامة للغذاء والدواء كتيبًا يوضح شروط الاستيراد الذاتي للدواجن ومنتجاتها، بما في ذلك تسجيل المنتج في النظام الإلكتروني وتوثيق المنشأة المصدرة.
التحديات التي تواجه القطاع
- الالتزام بالمعايير الصحية والجودة: بعض المزارع الصغيرة تواجه صعوبة في التوافق مع متطلبات النظافة والتصنيع (HACCP، GMP).
- التمويل والتكاليف الأولية: تجهيز المعدات والتقنيات الحديثة مكلف في البداية، خصوصًا المزارع الحديثة أو التوسعات.
- المنافسة مع المنتجات المستوردة الرخيصة: في بعض الفترات، قد تتراجع أسعار الاستيراد فتزيد المنافسة على المنتج المحلي.
- الأمن البيولوجي: تفشي الأمراض مثل إنفلونزا الطيور أو الأمراض المعدِية قد يضرب الإنتاج إذا لم يكن هناك جاهزية بيطرية عالية.
الابتكارات والتقنيات الحديثة في تربية الدواجن
- التحكم الذكي في المناخ داخل الحظائر: أنظمة تهوية وتبريد تعمل بالطاقة الشمسية لجعل بيئة الدجاج مستقرة طوال العام.
- التغذية المحسّنة: استخدام أعلاف محسّنة بمكملات غذائية طبيعية تزيد من كفاءة النمو وتقلل من الهدر.
- الرصد البيطري الرقمي: استخدام المستشعرات والبيانات لرصد صحة القطيع وكشف أي مشكلات بشكل فوري.
- التكامل الرأسي: بعض المزارع تتكامل من الفقس إلى التعبئة والتغليف داخل نفس المشروع، مما يخفض التكاليف اللوجستية.
دور المعاهد والجهات التعليمية في دعم القطاع
من ضمن المبادرات الوطنية، تم إنشاء معهد دواجن الوطنية للتقنية في منطقة القصيم، الذي يُعنى بتدريب المزارعين والعاملين في قطاع الدواجن على التقنيات الحديثة وأساليب الإنتاج المستدامة.
الفوائد المتوقعة من تحول القطاع إلى الاكتفاء الذاتي
- انخفاض الأسعار للمستهلك السعودي بسبب قلة التكاليف المرتبطة بالاستيراد.
- توفير فرص عمل جديدة في المناطق الريفية وفي سلاسل الإمداد والتصنيع.
- ضمان استقرار الإمدادات الغذائية وعدم تأثر السوق بالأزمات العالمية أو تعطّل سلاسل التوريد.
- رفع جودة المنتج، وكسب ثقة المستهلك المحلي بمنتج مواطني مطابق للمواصفات الصحية.
خلاصة القول
صناعة الدواجن في السعودية محط أنظار الحكومة والمستثمرين في 2025. فمع الدعم والتوجيه السليم، يمكن للقطاع أن يتحوّل من معتمد على الاستيراد إلى رافد أساسي للأمن الغذائي المحلي.
إذا استطاعت المشاريع المحلية تبني الابتكار والتقنيات الحديثة، والتحلي بالالتزام البيطري والجودة، فسوف نرى قريبًا دجاجًا سعوديًا ينافس على المستوى المحلي والعالمي في آن واحد.



