من الصحراء إلى السماء: كيف يجمع نادي الصقور بين مربي الإبل والصقارين في فعالية واحدة

في قلب المملكة العربية السعودية، حيث تمتد الصحراء ورموزها، وترتفع الصقور في السماء كرمز للفخر والشموخ، تنبثق مبادرات تجمع بين مربي الإبل والصقارين في فعالية واحدة تُجسّد الترابط بين تراث الصحراء وسمائها. هذه الفعالية ليست مجرد حدث بل رؤية حية لربط الأصالة بالتطوير، وسأوضح لك كيف يتم ذلك باستخدام أمثلة بتواريخ فعلية.
التراث المشترك: الإبل والصقور في الذاكرة السعودية
منذ القدم، كانت الإبل رفيقة الرحلات في الصحراء، والصقر شريك الصياد في المطاردات. تجمعهما علاقة بيئية وتراثية عميقة، وقد حرصت الجهات الرسمية في السعودية على استعادة هذا الربط في فعاليات مشتركة تعزز الهوية الوطنية وتبرز التراث بأسلوب عصري.
في 2024، خصّصت المملكة “عام الإبل” كمبادرة تهدف إلى إبراز دور الإبل في الثقافة والاقتصاد المعرفي، وتشجيع المربين على الاهتمام بهذه الثروة الوطنية.
كما يُقام سنويًا مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل في قرية الصياهد بغرب الرياض، لإحياء هذا الموروث وتعريف الجمهور بأهمية الإبل في التراث السعودي.
في خطوة مميزة لدمج التراث بالصقور، شارك نادي الصقور السعودي بالتعاون مع مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل في فعالية جمعت بين مربي الإبل والصقارين، في مشهد يُجسّد روح الأصالة والترابط بين عناصر التراث السعودي. جاءت هذه الخطوة ضمن جهود المؤسستين للحفاظ على الموروث الشعبي وتعزيز الوعي بأهمية نقله للأجيال القادمة.
ولمعرفة المزيد عن تفاصيل الأنشطة والمشاركات، يمكن زيارة موقع نادي الصقور السعودي أو موقع مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل.
لماذا فعالية مشتركة؟
دمج مربي الإبل والصقارين في فعالية واحدة يحقق عدة أهداف:
- تعزيز الترابط بين الفئتين التراثيتين.
- توسيع الجمهور بحيث يأتي زوار الصقور ويطلعون على الإبل، والعكس كذلك.
- تنمية اقتصادية للمشاركين من الجانبين عبر التسويق والترويج المشترك.
- تعزيز الهوية الوطنية بإبراز التراث السعودي في محورين متكاملين.
معرض الصقور والصيد السعودي الدولي 2025
أحد أبرز الأحداث التي تحقق الدمج بين الصقور والأنشطة التراثية هو معرض الصقور والصيد السعودي الدولي 2025؛ فمن 2 إلى 11 أكتوبر 2025 في مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات بملهم.
يضم المعرض أكثر من 23 فعالية مصاحبة تشمل مزادات الصقور، عروض الدعو، وورش عمل تعريفية لعشاق الصقارة والصيد.
من بين الفعاليات الفردية هناك سباق الملواح الذي غالبًا ما يُقام خلال الفترة من 5 إلى 10 أكتوبر كأحد أبرز منافسات الصقور.
كما تُقام فعاليات أخرى مثل مزاد مزارع إنتاج الصقور من 5 إلى 25 أغسطس 2025 ضمن فعاليات نادي الصقور السنوية.
هذا المعرض يُعد منصة مثالية لدمج الأنشطة، حيث يمكن تخصيص أجنحة للإبل داخل الحدث، لعرض منتجات المربين والتعريف بإبلهم أمام جمهور الصقور.
مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل 2024
إضافةً إلى معرض الصقور، فإن مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل النسخة التاسعة انطلق من 1 ديسمبر 2024م إلى 3 يناير 2025م في أرض الصياهد شمال شرق الرياض تحت شعار “عز لأهلها”.
خلال المهرجان يُقام عرض تراثي وثقافي وقد تتضمن فعاليات فرعية عروضًا متعلقة بالصقور أو ورشًا تربط بين الإبل والصقور ضمن الأجنحة التراثية المصاحبة.
يبقى المهرجان منصة مناسبة إن رغب المنظمون في إشراك الصقور أو عروض الصقارة كجزء من الهوية التراثية.
كيف يُنظَّم دمج الفعاليات عمليًا؟
1. التنسيق بين الجهات الرسمية
مثل وزارة البيئة والمياه والزراعة للإشراف البيطري، وهيئة الغذاء والدواء لضمان الصحة والسلامة، بالإضافة إلى الأندية المعنية (نادي الصقور، نادي الإبل).
2. تقسيم المساحات
تهيئة جناح مخصص للإبل داخل المعرض، مع منطقة مشتركة للعروض الحية التي تجمع الحيوانات، وطرق مخصصة للحركة لتفادي التداخل.
3. جدولة العروض بدقة
تنظيم توقيت عروض الصقور بعناية بعيدًا عن فقرات الإبل، مع فترات تفاعل مشتركة بين الجمهور والفئة الأخرى.
4. إجراءات صحية وبيطرية
وجود طاقم طبي بيطري مختص للصقور والإبل، والتأكد من المعايير الصحية قبل وأثناء الحدث.
5. الترويج والإعلام
استخدام قنوات رسمية ونشر التواريخ مسبقًا على تويتر نادي الصقور ونادي الإبل، مع بث مباشر وتغطية مصوّرة.
6. أنشطة مشتركة إبداعية
عروض حية تصور الصقر والإبل معًا، مسابقات تصوير تشاركي، وورش تعليمية تتناول تربية الصقور والإبل للمزارعين والجمهور.
الفوائد المتبادلة
- لمربي الإبل: التعريف بمزارعهم أمام جمهور جديد، تسويق منتجات الإبل ضمن جمهور الصقور، تبادل الخبرات مع الصقارين.
- للصقارين: فرصة عرض مهاراتهم أمام محبي الإبل، اكتساب زوار إضافيين، الربط بالسياحة والتراث الصحراوي.
- للمجتمع السعودي: توعية تراثية، تعزيز الهوية الوطنية، جذب السياحة الثقافية، وتنشيط الاقتصاد المحلي.
من أرض الصياهد إلى فضاء الإنترنت
من الصحراء إلى السماء، فعالية تجمع مربي الإبل والصقارين هي تجسيد حي للتراث السعودي يعكس كيف يمكن للتاريخ أن يتلاقى مع الحاضر. عندما يُقام معرض الصقور والصيد السعودي الدولي 2025 في 2–11 أكتوبر ومهرجان الملك عبدالعزيز للإبل 2024 من 1 ديسمبر 2024 إلى 3 يناير 2025، فإنها فرص لا تفوَّت لربط الفئتين أمام جمهور واسع.
وفي هذا السياق، تُمثّل منصة حراج الأنعام الإلكتروني مساحة مثالية لتغطية هذه الفعاليات من منظور المربين والصقارين.



